أي دور للتقويم في العملية التعليمية التعلمية ؟

أي دور للتقويم في العملية التعليمية التعلمية ؟

مقدمة :

 يقال بأن الحكم على الشيء فرع من تصوره، ولاشك أن الكثير من الممارسات الخاطئة، والتي تم الوقوف عليها ميدانيا، فيما يتعلق بالتقويم مردها إلى التصور القائم على أساس أن التقويم عملية ثانوية على هامش العملية التعليمية، وليست جزءا حيويا ملازما لها. لذا يبدو ضروريا تصحيح الكثير من المفاهيم والتذكير بما نسي منها، وذلك من خلال الوقوف على أهم الجوانب النظرية والتشريعية والميدانية لعملية التقويم، وذلك بشكل مركز يتوخى إعداد ورقة تشكل أرضية للمناقشة.

الجانب النظري

التقويم لغة يعني: إصلاح الاعوجاج أو إصدار حكم قيمة على شيْ معين

أ- وسائل التقويم :

-          تقنيات الملاحظة المباشرة.

-          تقنيات الوصف الذاتي: المقابلة الشخصية، الاستمارة.

-          التمارين، الفروض، أسئلة الصحيح والخطأ، الأسئلة المذيلة باختيارات متعددة...

التمارين : تمهيدية، تطبيقية، تثبيت، تقوية.

الفروض المنزلية و المحروسة :

        ·           أهم المواصفات التي تجب مراعاتها عند إعداد الفرض المحروس:

1.                تغطية حلقة دراسية.

2.                 الوضوح في الصياغة.

       3.          تدرج الأسئلة والتمارين حسب صعوبتها.

       4.          الملاءمة مع الغلاف الزمني المخصص له.

       5.          تناسب النقطة الممنوحة للتمرين مع :                     -  المدة الزمنية اللازمة للإجابة عليه.

-          مقدار المجهود المطلوب  أو المبذول لإنجازه.

-          أهمية المفهوم في المقرر.

        ·           أصناف الأسئلة : وتصنف عادة إلى صنفين :

+ الصنف الأول : ويتمن : - أسئلة حول التطبيق المباشر لتعريف أو خاصية أو تقنية أو مهارة في وضعيات مألوفة.

- تطبيق تعريف أو خاصية أو تقنية أو مهارة واحدة في وضعيات مألوفة.

  - تجنب مهارتين جديدتين (حسب المقرر) في نفس السؤال.

+ الصنف الثاني : ويتضمن أسئلة تتعلق باستحضار وتطبيق مكتسبات ونتائج، وتوليفها لحل مسائل مع الأخذ بعين الاعتبار خصوصيات تدريس الرياضيات في كل شعبة.

ب- أصناف التقويم :

يصنف التقويم إلى عدة أشكال حسب الفترة الزمنية التي يتدخل فيها، وحسب الوظيفة التي عليه أن يقوم بها:

- التقويم التنبئي أو التشخيصي    évaluation diagnostique : ويهدف إلى قياس الحصيلة المعرفية والمهارات المتوفرة لدى المتعلم وذلك للتأكد من مدى استعداده لاتباع دراسة جديدة أو تخصص معين.

-  التقويم التكويني        évaluation formative : يتدخل هذا النوع من التقويم خلال مرحلة التكوين أو على إثر انتهاء كل وحدة تدريسية، ويهدف إلى إخبار كل من الأستاذ والمتعلم عن مدى تحقق الأهداف المرتقبة، كما يسعى إلى اكتشاف الصعوبات التي تعترض عملية التعليم والتعلم بهدف اقتراح وسائل العلاج المناسبة.

- التقويم الإجمالي        évaluation sommative : يتدخل عند نهاية حلقة دراسية، ويهدف إلى تقويم الحصيلة النهائية في شكل معارف ومهارات اكتسبها المتعلم، وهذا ما يعرف باختبار المردود الدراسي؛ فهو ينصب على قياس حصيلة التعليم لمدة زمنية معينة وطويلة نسبيا ( امتحان نهاية الدورة أو نهاية السنة مثلا). ,يمكن أن يلعب هذا التقويم وظيفة تنبئية أو تشخيصية.

- التقويم المعياري        évaluation critériée : يهتم هذا التقويم بعمل المتعلم وينطلق منه، وذلك اعتمادا على مصدر مرجعي يتمثل في مدى استيعاب التلميذ، وقدرته على إظهار السلوك المرتقب. وهذا النوع يتطلب تحديدا مسبقا للعمليات العقلية وأنشطة التعليم التي ينتظر من المتعلم أن يظهرها قبل إجراء التقويم. ويحدد مستوى النجاح أو التقصير بالنظر إلى تحقيق أو عدم تحقيق الأهداف دون أية اعتبارات أخرى.

- تقويم المقارنة   évaluation normative : ويهتم بتشخيص مستوى إنجاز التلميذ بالنسبة لإنجاز زملائه على إثر انتهاء حلقة دراسية معينة؛ فالمصدر المرجعي إذن هو المرتبة التي يحتلها كل شخص بالمقارنة مع بقية التلاميذ. وهذا هو السائد في أي   تعليم تقليدي.

ج- أهداف التقويم :


+ معرفة مدى تحقق الأهداف المخطط لها.

+ تعريف التلاميذ بمستواهم.

+ تحديد مواطن القوة والضعف لدى التلاميذ.

+ تحديد مواطن القوة والضعف في المناهج.

+ إعطاء صورة عن مردودية المؤسسة.

+ المساعدة على التوجيه والإرشاد.


+ مساعدة الأستاذ على ملاحظة ممارساته التربوية بانتظام، حتى يتمكن عند الاقتضاء من مراجعة أسلوبه في التدريس.

الجانب التشريعي

-          تعتبر المراقبة المستمرة ركنا أساسيا في العملية التعليمية التعلمية، وهي جزء لا يتجزأ منها.

-       لا يمكن تصور تعليم الرياضيات بدون حل التمارين والمسائل المواكبة للدرس، وإنجاز تمارين ومسائل أخرى ضمن فروض منزلية وفروض محروسة، لذا يجب أن تحظى من لدن الأستاذ بالمجهود اللازم لضمان فعاليتها وتحقيق الأهداف المتوخاة منها.

-        من الخطأ الاعتقاد أن صرف مجهودات أكثر في تحضير الدروس أو في أدائها داخل الفصل تغني الأستاذ عن الاعتناء بالمراقبة المستمرة، بل على الأستاذ أن يخلق توازنا في صرف مجهوداته بحيث يعطي جميع متطلبات العملية التعليمية التعلمية من تحضير الدروس إلى تنظيم الفروض والواجبات مرورا بإعداد وإنجاز التمارين المواكبة للدروس.

-           يتعين على إدارة المؤسسة أن تضع رهن إشارة آباء وأولياء التلاميذ أوراق التحرير المصححة لالاطلاع عليها دعما لإشراكهم في تتبع تطور تعليم بناتهم وأبنائهم.(164)

الجانب الميداني

-          ما هي المشاكل التي تعرقل السير الطبيعي للمراقبة المستمرة ؟

- غياب تغذية راجعة Feed Back : ما هي حدود استثمار واستفادة الأستاذ من نتائج المراقبة المستمرة لفهم ومعرفة مدى استيعاب التلاميذ للدروس المنجزة ؟ (غياب أي بعد استراتيجي في التفكير).

-          تساهل الأساتذة في التنقيط : تحديد أدنى نقطة مسبقا.

-           تنقيط الفروض بدون إبداء ملاحظات أو توجيهات تهم التلميذ.

-           مسافة زمنية كبيرة بين تاريخ الإنجاز وتاريخ التصحيح.

-           عدم إنجاز الفروض بالعدد الكافي ووفق برنامج زمني منظم.

اقتراحات أولى:

-          الإطلاع، بالمؤسسات التعليمية، على عينة من فروض الدورة بعد انتهائها من خلال استثمار دفاتر النصوص. وإنجاز تقرير حولها.

-          ضرورة  تنقيط الفروض مع إبداء الملاحظات أو التوجيهات التي تهم التلميذ.

-          ترك مسافة زمنية معقولة بين تاريخ الإنجاز وتاريخ التصحيح.

-           تحديد الحصة التي ينجز أو يصحح فيها الفرض، على جدول الحصص.

-           كتابة الفروض، أو إلصاق نسخة منها، على دفتر النصوص.

Pour être informé des derniers articles, inscrivez vous :